يوجد متحف ركن الملك فاروق أو استراحة الملك فاروق الملكية في مدينة حلوان ويقع على مسافة قدرها 30 كيلو متر من القاهرة كما أن مساحة المبنى والحديقة الكلية قدرها 11600 م² تقريبًا، وهذا المتحف قد تم بناؤه من عام 1941 م إلى عام 1942 ميلادية وقد قام الملك فاروق بافتتاحه في تاريخ خمسة من شهر سبتمبر سنة 1942 ميلادية، وقد عرف في السابق ركن الملك فاروق بأنه استراحة شتوية خاصة بالملك فاروق ثم تحول بعد ذلك إلى متحف تاريخي يحتوي على مقتنيات الأسرة العلوية داخل مصر وسنتعرف على مزيد من التفاصيل من خلال مقالنا على عقار فييد.
موقع متحف ركن الملك فاروق
يوجد متحف ركن الملك فاروق بشكل مباشر على النيل ويبعد مسافة قدرها 6 كيلومتر عن غرب مدينة حلوان في جنوب القاهرة وهذا الموقع قد تم اختياره في السابق من قبل المهندس المعماري الإيطالي الذي يطلق عليه اسم أرسان جيوفان وذلك في عام 1916 ميلادية ليقيم عليه مكان له يتناول به الشاي ويسترخي به وذلك المكان قد كان يتبع الفندق الذي يطلق عليه جراند أوتيل، وفي سنة 1932 ميلادية قام الثري المصري وهو محمد بك حافظ بشرائه، وفي سنة 1935 م قد رآه الملك فاروق ونال إعجابه وقرر أن يشتريه، والسبب في ذلك لأن هذا المكان يعرف بهدوءه وجوه النقي الخالي من التلوث فيوجد به المياه الكبريتية الذي يذهب إليها الكثير من الناس بهدف الاستشفاء والعلاج، وقد تم شراءه بالفعل بمبلغ قيمته 2000 جنيه، وحينها قد عهد لوزير الأشغال محمد باشا فهمي بإنشاء الاستراحة الملكية التي تعرف بمتحف ركن الملك فاروق، وقد تم بدء تشييد تلك الاستراحة في سنة 1941 ميلادية وقد قام الملك فاروق بافتتاحها في تاريخ 5 من شهر سبتمبر سنة 1942 ميلادية.

التصميم المعماري لمتحف ركن الملك فاروق
متحف ركن الملك فاروق هو إستراحة ملكية قد تم تصميمه من الخارج بشكل قرب يوجد على شاطئ النيل، وفي أعمدة السطح الحديدة كانت تثبت ستائر تعطى مظهر أشرعة المركب بالاضافة إلى مدرجات حجرية موجودة على الشاطئ يتم إستخدامها للجلوس عليها والاستمتاع بمنظر النيل الرائع وممارسة هواية الصيد، أما عن المرسى النهري للاستراحة فتم تصميمه بهدف إستقبال اليخوت وأيضًا السفن الكبيرة، وحديقة الاستراحة قد تم تزينها برجولة خشبية تحتوي على زهريات بالإضافة إلى أحواض زرع مصنوعة من الحجر الجيري وتحتوي هذه الحديقة أيضًا على عدد 33 شجرة مانجو نوعها تندر وهذا النوع قد تمت زراعته في مصر عندما تم جلبه من ألبانيا ليتم زرعه داخل القصور الملكية.
وقد تم تشييده من الداخل على ذلك الطراز الحديث من عدد ثلاث طوابق وهي كالتالي:
الطابق الأرضي ( البدروم )
وهو له بوابة كبيرة توجد في الجهة الخلفية من القصر ويوجد به المطبخ وغرف الخدم وملحقاتها، ويوجد عند مقدمة المتحف تمثال لأمراة بحجم طبيعي مصنوع من البرونز وقاعدته مصنوعة من الرخام وترتدي زي فرعوني ويوجد فوق رأسها تاج الحيات وهي تعزف بآلة الهارب وهذا التمثال يعرف بتمثال سيدة الهارب، كما يوجد تمثال آخر لأبو الهول مصنوع من البرونز وساعة مكتب من المعدن وتم طهيها بالذهب وتحتوي أيضًا على كرسي مصر بالإضافة إلى دفاية الاستراحة الشتوية، ويوجد أمامها تمثال بشكل طاووس ولوحة تحتوي على مراسم الزواج الفرعوني، كما يوجد سفرة الملك في استراحة الهرم ويوجد فوق هذه السفرة بونبونيرة مزينة بزخارف ونقوش ذات جودة عالية.
إقرأ أيضًا :- معبد دندرة من الداخل
الطابق الأول
وهذا الطابق يعد الطابق الأساسي للاستراحة يوجد في بدايته سلم مصنوع من الرخام يوصل إلى الردهة الخارجية المؤدية للردهة الداخلية ومن ثم إلى قاعتين الطعام وأخرى للتدخين وتراس شرقي وتراث غربي لشرب الشاي به وشرفة تطل مباشرة على النيل.
يوجد في الطابق الأول عدد 3 غرف نوم، منهم واحدة للملكة ناريمان وهي زوجة الملك فاروق الثانية ويوجد في الغرفة سرير لها وصورة لها هي والملك في زفافهما وسرير صغير خاص بطفلها ولي العهد، ومن أهم ما يميز هذا المكان وجود مجموعة من العرائس قد أهديت للملكتان فريدة وناريمان ويصل عدد هذه العرائس إلى 379 عروسة من قبل 33 دولة بمختلف أزيائها، ويوجد بجوار هذه الغرفة حمام الملك فاروق وبه بعض مستلزماته الخاصة مثل الصابون ومن الحلاقة والقطن والمقص وغيرها من الأدوات الأخرى، ويوجد بجواره غرفة الملك فاروق التي قد تم بناؤها بواسطة الخشب الماهوجني وفي أول الغرفة توجد صورة زيتية للملك فاروق عندنا كام يبلغ من العمر 12 عام، وتوجد غرفة ثالثة خاصة بشقيقة الملك فاروق كما يوجد أيضًا غرفة حمام شمس كان يستخدمها الملك لأخذ حمام شمس وعمل المساج.
الطابق الثاني
من متحف ركن الملك فاروق يحتوي على لوحات فنية مذهلة لأشهر فنانين العالم حينها ومن ضمنها لوحة القاهرة القديمة للفنان إيكو همان بالإضافة إلى تمثال الفلاحة المصرية وأيضًا الجرة من الأنتيمون من صنع الفنان الفرنسي الكبير تشارلز كورديية بتاريخ 1966 م ولوحة مكتوب بها آية الكرسي بماء الذهب قد أهديت إلى الملك من أحد سكان مدينة حلوان أثناء إفتتاح الاستراحة وهي اللوحة التأسيسية للاستراحة ويوجد أيضًا كرسي العرش المذهب وأخر لولي العهد وقد تم تصميمهم بشكل يشبه كرسي توت عنخ آمون بشكل كبير الذي يوجد داخل المتحف المصري، ويوجد أيضا تمثالي حاملتي الشعلة البيضاء والسوداء وهي ترمز لمملكة مصر والسودان، وتزين شرفة الطابق الثاني بمجسمين لمعبد الكرنك والأقصر وقد تم نقلهم إلى منطقة الهرم.
بالإضافة إلى لوحة لمحمل سترة الكعبة الشريفة خلال مرور الموكب من عند الأهرامات وتوجد ٥ شرفات في آخر الدور الأرضي تطل على النيل وكراسي مصنوعة من جلد الغزال بها خرطوشة مكتوب بها اسم الملك باللغة الهيروغليفية بالإضافة إلى تمثال خاص بالمرأة المصرية والسودانية وذلك لأن مصر والسودان كانت حينها دولة واحدة.
الطابق الأخير
هو رووف واسع وهو يكشف مساحة واسعة من نهر النيل وقد صمم حتى يرى الملك بواسطته مدينة حلوان.

أهم مقتنيات متحف ركن الملك فاروق
يوجد في متحف ركن الملك فاروق مجموعة مقتنيات ملكية قيمة من تحف ولوحات وأثاث وتماثيل قد يصل عددها إلى 637 قطعة أثرية فقد كان الملك حريص على تزويد إستراحته بأثمن المقتنيات لتكون مثل مقتنيات الملوك، وأغلب المقتنيات التي توجد دخله نسخة من الآثار الفرعونية التى توجد داخل المتحف المصري، ومن أثمن المقتنيات التي توجد داخل هذا المتحف ما يلي:
- ساعة أهديت إلى الخديوي إسماعيل ثم وصلت للملك فاروق.
- ساعة مكتب تم صنعها من المعدن وتم طلائها بالذهب حيث أنها لوحة من البلور يوجد بها 12 فص عتيق وتم صنع عقاربها من الذهب وتزين البلور بواسطة تماثيل لتماسيح فرعونية مصنوعة من الذهب.
- بونبونيرة مصنوعة من الفضة بوزن 11 كيلو جرام، وتماثيل نادرة ولوحات برونزية ثمينة ومجموعة من المزهريات.
- راديو قديم به جهاز اسطوانات في صندوق مصنوع من خلال خشب الجوز التركي بشكل معبد تزينه مجموعة من الأعمدة المخروطية بشكل زهرة اللوتس منحوت بها تيجان مزخرفة وتم كتابة اسم الملك باللغة الهيروغليفية عليها.
- كنوز للفرعون توت عنخ آمون ومقتنيات فرعونية أخرى.
- لوحة لمحمل سترة الكعبة الشريفة خلال مرور الموكب في إحياء القاهرة القديمة محمولة فوق الجمال للذهاب إلى مكة حيث كان يتم صنع كسوة الكعبة المشرفة في ذلك العصر داخل القاهرة.

متحف ركن الملك فاروق حاليًا
بقيت استراحة الملك فاروق حتى حدثت ثورة 23 يوليو سنة 1953 م فغادر الملك فاروق بعدها مصر وخضعت الإستراحة للتأميم فضمت لقطاع المتاحف في المجلس الأعلى للآثار في عام 1976 م.
وتحولت بعدها الاستراحة وأصبحت متحف عام للزائرين وقد تم فتح وغلق المكان بعدها مرات عديدة لأسباب مختلفة كان آخرها عندما تم إغلاقه في تاريخ 29 من شهر يناير سنة 2011 م بعد الانفلات الأمني وقد فتح مرة أخرى في شهر أغسطس عام 2016 م بعدما استقرت الأمور.
إقرأ أيضًا :- متحف الرمال بالغردقة
قد تعرفنا خلال هذا المقال بعنوان متحف ركن الملك فاروق عن كل ما يتعلق بمتحف ركن الملك فاروق من حيث موقع هذا المتحف بالتحديد بالإضافة إلى التصميم المعماري للمتحف من الخارج والداخل بشكل تفصيلى كما عرضنا لكم أهم المقتنيات التي توجد داخل المتحف، وتحدثنا أيضًا على وضع هذه الاستراحة حاليًا.